أطفالنا أكبادنا ، قُرة عيننا ، ومعمل الابداع الخاص بنا ..
نتفق جميعاً على الإهتمام بالنشئ وصياغيته بما يتناسب مع زمانه ومكانه، وذلك من خلال غرس قيم ومبادئ ينشأ فيها ويعيش بها ويزود عنها ، فصناعة الفارس في العصر العربى القديم مثلا كانت تتطلب سلامة لسانه وبناء قوامه . وحديثا نجد الطفل الإمريكي ينشأ على أنه (السوبرمان ) من خلال مفاهيم ايحائية يتلقاها يوميا عبرالشاشة كرسوم متحركة أو مشاهد توحي اليه على انه البطل الخارق. وبجانب هذا ينشأ أطفال في نواحي مختلفة من العالم فى معاناة إما بقسوة من البيئة أو الأسرة فتنموا اجسادهم النحيلة وتقتل فيهم روح الإبداع ، وأحيانا ينشأ أطفال في بيئة ( السوبرمان ) لكن أسرهم تحشوهم بما حلى من المتاع وتنزع عنهم روح الإبداع من حيث لاتدري .
هذه المقدمة تجعلنا نحسم بأن الإنسان يمكن أن يصنع . والصناعة هنا لا تعني هيكله بقدر ما تعني وجدانه ، هذا اليقين بأن الإنسان يصاغ وان أفضل مرحلة هي مرحلة طفولته يشجعنا أن نطرح بعض المفاهيم لصناعة الطفل المبدع وهذا نابع من الإحساس بحوجتنا لأطفال مبدعون تقر بهم أعين والديهم ويساهموا في رفعة مجتماعاتهم .
وهذا ينقلنا الى قصه لابد من ان نسمعها قبل ان نبدأ حوارنا ألا وهى :-
يحكى ان طفلاً ولد سماه ابوه العادى ورباه تربيه عاديه حتى بلغ سن 6 سنوات ثم دخل مرحلة الابتدائيه فى مدرسه عاديه ودرس له مدرسين عاديين ودرسوا له مناهج عاديه ثم دخل المرحله الاعداديه وتخرج منها بمجموع عادى ثم دخل المرحله الثانوويه وتخرج منها بمجموع عادى اهله لكليه عاديه وتخرج منها بتقدير عادى جداً مع مرتبة الشرف مما جر به الى وظيفه عاديه ثم تزوج من امراه تدعى العاديه وانجب منها العادى الصغير والعاديه الصغيره ومرت الاسنين ثم مات فدفنوه فى قبره وكتبوا على قبره هنا يرقد الرجل العادى بسلامته ( لم يفكر فى شىء لم يضف اى شىء لم يجدد فى شىء ...كان شعاره عادى ككل الناس )...
هل تعلموا انا مقابرنا اليوم تمتلى بملايين من الرجل العادى هذا الغير مميز فى اى شىء ولا عباداته ولا معاملاته ولا علمه ولا تفكيره ...وهذا يعتبر من اهم مشاكلنا وازمة حضارتنا كأمه اسلاميه طلب منهاالابداع ....
ولابد ان نعرف ان منا من مات وهو يمتلك قدرة الابداع ولكن التربيه الخاطئه والاستسلام هو من قتل فيه الابداع ..وهناك من يمتلك القدره ولكن لم يبدع الا مرات عديده فى حياته وهذا نوع اخر ...وهناك من تمتلىء حياته بالابداعوالتجديد والابتكار ...وبالفعل هذا راجع لعوامل كثيره من اهمها التربيه الصحيحه والنشئه المميزه والاعداد الجيد ....
واخيراً وليس اخراً اريد ان اعرف من كل عضو فينا اى نوع من هؤلاء يريد ...
لما لا يكون طفلى خالد بن الوليد ..
لما لا يكون طفلى سلمان الفارسى ...
لما لا يكون طفلى احمد بن حنبل ....
لما لا يكون طفلى محمد القاسم ....
لما لا يكون طفلى سيف الدين قطز
لما لا يكون طفلى محمد الفاتح
لما لا يكون طفلى حسن البنا ...
لما لا يكون طفلى توماس اديسون ...
لما لا يكون طفلى احمد زويل ...
لما لا يكون ...لما لا يكون ....أريد ان يكون ...هكذا سوف يكون بإذن الله تعالى
شاركنا كيف نصنع من يبدع...؟؟!!
واطرح علينا مزيد ..ممن أبدعوا... وكيف وصلوا للابداع ؟؟؟!!!
فى الحياه ..العلم...الأداب...الطب...الفيزياء .........وغيرها
بقلم / محمد صبحى العليمى