وقبل البدء بالكلام صلوا معي على خير الأنام نبينا وسيدنا وحبيينا محمد
صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد ..
تحية طيبة لكل الإخوة مشرفين وأعضاء ورواد منتديات ستارتايمز وبالأخص منتدانا الحبيب
العلاّمة الإمام أبو الحسن بركة التطواني الخطيب المدرّس
علي بن محمد بن محمد بن بركة، أبو الحسن التطواني الأندلسي، ولد بتطوان، وعاش بها في النصف الثاني من القرن الحادي عشر، وبها تلقى دراسته الأولى، ويعتبر الربع الأخير من القرن الحادي عشر زمن قوة الشيخ علي بركة، وفيه كان نشاطه وانكبابه على التحصيل والتعليم والإرشاد والكتابة والتأليف، وقد أخذ العلم بتطوان عن والده محمد بن محمد بركة، ثم انتقل لفاس للأخذ عن كبار علمائها أمثال؛ الشيخ عبد القادر الفاسي الذي أجاز له إجازة عامة، وأخذ كذلك عن أبي علي اليوسي، وأبي عبد الله محمد بن عبد القادر الفاسي وغيرهم، وبعد أن فرغ من الدراسة بفاس رجع إلى بلده تطوان، فتصدر للتعليم والتدريس، وكان له فيها صيت كبير، وذكر شهير، حيث درس مع الطلاب علوم مختلفة، كالأصول، والنحو، والحديث، والفقه، كما عقد مجالس للوعظ والإرشاد للعموم، وبفضله انتشر العلم في تطوان، وتخرّج على يديه عدد وافر من العلماء من داخل المدينة وخارجها، كان من أهمهم: الشاعر المغربي محمد بن زاكور الذي قصد تطوان للدراسة على الشيخ علي بركة، وأبو عبد الله محمد بن عبد السلام بناني، وأبو الحسن علي مندوصة الأندلسي، ومحمد بن الطيب العلمي وغيرهم، ولا شك أنه أخذ عن بعض علماء المشرق أثناء رحلته إلى الحج.
وتفيدنا المصادر أن الشيخ تصدى للتدريس بجامع السوق الفوقي، و كان خطيبا به، وطبقت شهرته مدينة تطوان ونواحيها، وأثنى عليه الناس، ومن ذلك قول تلميذه محمد الطيب العلمي في كتابه الأنيس المطرب: «هو عالم تطوان وإمامها وبركتها، قطب رحاها، وشمس ضحاها، الشيخ الإمام العلامة الصالح...».
ترك الشيخ علي بركة مجموعة من المصنفات، منها: حاشية على شرح المكودي، وشرح الأجرومية، وهما معا في علم النحو، وله حاشية على شرح الرسالة لابن أبي زيد القيرواني ، ويذكر مؤرخ تطوان الأستاذ محمد داود أن له تأليفاً في مناسك الحج، يوجد بحوزته. وتأليفا فيما يخاطب به الإنسان، من الإسلام والإيمان والإحسان، وله تقاييد علمية كثيرة في مسائل مختلفة.
عاش رحمه الله في كنف العلم والتعليم والصلاح والتقوى، إلى أن اختاره الله لجواره عام عشرين ومائة وألف (1120هـ)، ودفن قرب مسجده حيث بنيت بعد دفنه زاويته المشهورة المجاورة لمسجد السوق الفوقي، وهي المعروفة في تطوان بزاوية سيدي بركة.
المصادر: تاريخ تطوان (1/347ـ383).
الأعلام للزركلي (5/14ـ15).
معلمة المغرب (4/1186ـ1187).
الملتقى الفقهي
والله ولي التوفيق