الحمد لله رب العالمين .. خلق اللوح والقلم.. وخلق الخلق من عدم.. ودبر الأرزاق والآجال بالمقادير وحكم..
وجمل الليل بالنجوم في الظُلَمّ.... الحمد لله رب العالمين.. الذي علا فقهر.. ومَلَكَ فقدر..
وعفا فغفر.. وعلِمَ وستر.. وهزَمَ ونصر.. وخلق ونشر.
اللهم صلى على نبينا مُحمد.. صاحب الكتاب الأبقى.. والقلب الأتقى.. والثوب الأنقى..
خير من هلل ولبى.. وأفضل من طاف وسعى.. وأعظم من سبح ربهُ الأعلى.
اللهم صلى على نبينا مُحمد.. جاع فصبر.. وربط على بطنه الحجر..
ثم أعُطى فشكر.. وجاهد وانتصر ... وبعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني أخواتي مرحبا بكم
من الأخطاء في رمضان
هجر القرآن خصوصاً في رمضان
إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، مَن يهد الله فلا مضل له، ومَن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا ِِإله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.....
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إلا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [سورة آل عمران: 102].
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ علىكُمْ رَقِيبًا ﴾ [سورة النساء: 1].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [سورة الأحزاب: 70، 71].
أما بعد...،
فإن أصدق الحديث كتاب الله - تعالى- وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
من الأخطاء في رمضان؛ هجر القرآن خصوصاً في رمضان:
فمن فضائل هذا الشهر المبارك -شهر رمضان -أن الله تعالى أنزل فيه القرآن، قال تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ... ﴾ [البقرة:185].
فرمضان هو شهر القرآن، ولذا كان جبريل - عليه السلام - يدارس النبي - صلى الله عليه وسلم - القرآن في رمضان.
فقد أخرج البخاري ومسلم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قال:
"كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل - عليه السلام - يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - القرآن، فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة".
قال ابن رجب - رحمه الله -:
دل الحديث على استحباب دراسة القرآن في رمضان والاجتماع على ذلك، وعرض القرآن على مَن هو أحفظ له، وفيه دليل على استحباب الإكثار من تلاوة القرآن في شهر رمضان.
• وهكذا كان حال السلف مع القرآن في رمضان.
فها هو الإمام مالك -رحمه الله -:
إذا دخل رمضان ترك قراءة الحديث ومجالس العلم، وأقبل على قراءة القرآن في المصحف.
وكان الزهري - رحمه الله - إذا دخل رمضان يقول: إنما هو تلاوة القرآن، وإطعام الطعام.
وكان سفيان الثوري - رحمه الله -:
إذا دخل رمضان يترك جميع العبادات، ويقبل على قراءة القرآن.
وكان قتادة - رحمه الله -:
يختم القرآن في كل سبع ليال دائماً، وفى رمضان في كل ثلاث، وفى العشر الأخيرة منه في كل ليلة.
وكان الشافعي - رحمه الله -:
يختم القرآن في شهر رمضان ستين ختمة.
وهكذا كان حال السلف مع القرآن في رمضان وفي غيره، أما نحن فقد هجر البعض منا القرآن، فلا وقت لسماعه، ولا قراءته، ولا حفظه، وإذا قرأناه أو سمعناه لم نتدبره ونفهمه، وإذا فهمناه أو تدبرناه لم نعمل به ولم نتحاكم إليه، بل اكتفينا أن نقرأه على الأموات، ونزين به الجدران، وصدق فينا قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ﴿ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً ﴾ [الفرقان:30].
يقول معاذ بن جبل - رضي الله عنه - كما عند الدارمي:
"سيبلى القرآن في صدور أقوام، كما يبلى الثوب فيتهافت، يقرؤونه لا يجدون له شهوة ولا لذة".
وصدق والله معاذ بن جبل، فنحن نقرأ أو نسمع القرآن فلا نجد شهوة ولا لذة، ويزداد الأمر خطورة وسوء عندما نجد هذا أيضاً في شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، فهناك مَن لا يفتح المصحف فيه، وإذا أطال الإمام في الصلاة يضيق صدره، ويصيبه الضجر والقلق، ويقيم الدنيا ولا يقعدها، وهذا هو حالنا ولا يخفى على أحد.
وصدق والله عثمان بن عفان - رضي الله عنه - حيث قال: "لو طهُرت قلوبكم ما شبعت من كلام ربكم
المصدر اسلام ويب