ورغم ذلك .. وصلت نسبة الإرضاع الطبيعي في أوروبا وأمريكا إلى الحضيض في الخمسينات ، وظن الكثير من الأمهات – بتأثير الدعاية التجارية – أن الإرضاع الاصطناعي أفضل من الإرضاع الطبيعي ، وأن الحليب الاصطناعي يحتوي على عناصر إضافية لا وجود لها في لبن الأم.
واقتدت كثيرات من نسائنا في بلادنا العربية والإسلامية بنساء الغرب ، فانتشر الإرضاع الصناعي ، وأصبح الإرضاع الطبيعي – في وقت من الأوقات – تقليدا من التقاليد القديمة
ومنذ ذلك الحين توالت الأبحاث والدراسات العلمية في أوروبا وأمريكا تؤكد حقيقة واحدة مفادها أن ( لبن الأم هو الأفضل ) .
ولا عجب أن نرى كباء خبراء الطب في العالم ينشرون أبحاثهم ، ويكتبون المقالات العديدة عن فوائد لبن الأم . وتوالت الصيحات من مختلف الأوساط الطبية من جامعات غربية تدعو الأمهات إلى العودة إلى لبن الأم .
تقول الأستاذة الدكتورة ( روش لورنس ) أستاذة أمراض الأطفال بجامعة روتشستر في نيويورك بالولايات المتحدة : " ينبغي أن تعلم النساء أن لبن الأم هو أفضل غذاء للطفل ، وأنه يحتوي على حماية مناعة خاصة ، وحماية ضد الالتهابات الجرثومية غير متوفرة في أي نوع آخر من الغذاء . ورغم تقدم العلوم الطبية ، إلا أنها لم تتمكن بحال من الأحوال من إنتاج لبن يشبه لبن الأم ، وأنه ليس هناك على وجه الأرض محلول بيولوجي يستطيع أن يغني تماما عن لبن الأم " .
ويقول البروفسور بورسدن : " إذا كانت الكائنات الثديية تحتاج إلى لبن أمها وإلى صلة جسدية وثيقة مع أمها لعدة سنين ، فمن الأولى أن يتمتع الطفل البشري بلبن أمه بكل ما فيه من خصائص ومزايا لمدة 4 سنوات " .
وتقول نشرة حديثة أصدرها قسم الصحة والأمن الاجتماعي في بريطانيا : " يظل لبن الأم أفضل حليب حتى السنتين من العمر ، وبإمكان الأم إضافة أنواع الطعام الأخرى منذ الشهر الرابع " .
وصدق الله تعالى حيث يقول:
والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة ( البقرة آية 233 )
لقد صحا الغرب إلى هذه الحقيقة حديثا ، وبدأت وسائل الإعلام الطبية في أوروبا وأمريكا تنبه النساء إلى ضرورة العودة إلى الإرضاع الطبيعي .
ولقد نشرت مجلة اللانست الطبية البريطانية مقالة رئيسة تسائل فيها المؤلف ( لماذا لا تزداد العودة إلى الإرضاع الطبيعي بسرعة أكبر مما هي عليه الآن ؟ رغم إجماع كل الآراء الطبية على فائدة لبن الأم ، وسموه على الحليب الاصطناعي ) .
ويعزو المؤلف سبب ذلك إلى سيطرة الشركات المنتجة للحليب الاصطناعي على الكثير من المؤسسات التي ترعى شؤون الأطفال ، والدعاية الكبيرة التي تروجها هذه الشركات في إقناع الأمهات – رغم أن ذلك خطأ شنيع وأكذوبة لا حقيقة لها – بأن الحليب الاصطناعي يغني عن لبن الأم .
وفي الوقت الذي يشيع فيه استعمال الحليب الاصطناعي في بلادنا العربية والإسلامية نجد أن الحكومة البريطانية قد أصدرت منذ ثلاث عشرة سنة قرارا بمنع هذه الشركات من ممارسة الدعاية لأصناف الحليب الاصطناعي ، وقد اختفت تماما تلك الدعايات من شاشات التلفزيون ووسائل الإعلام الأخرى في بريطانيا .
ونشرت مجلة اللانست البريطانية مقالا رئيسا جاء فيه :
- إن 95 % من الأمهات قادرات إذا رغبت على إرضاع أطفالهن الإرضاع الطبيعي لمدة 4 – 6 شهور ، وأنه يمكن لهؤلاء الأمهات خلال هذه المدة أن يؤمن كميات كافية من اللبن تكفي لنمو أطفالهن نموا طبيعيا .
- إنه بإمكان بعض الأمهات أن يرضعن أطفالهن لبن الثدي منفردا لمدة اثني عشر شهرا أو أكثر .
-إن الأطفال الذين يتناولون لبن الأم مع الحليب الاصطناعي هم أكثر عرضة لالتهابات المعدة والأمعاء .
وأعرب تقرير منظمة الصحة الدولية عن الأسى لوضع العالم الثالث الذي يقبل استعمال الحليب الاصطناعي في الوقت الذي تتراجع فيه أوروبا وأمريكا عن ذلك .
ويقول المؤلف : " إن استعمال الحليب الاصطناعي في ازدياد مستمر في العالم الثالث مع ما ينطوي عليه ذلك من نتائج خطيرة على صحة الطفل " .
ويتابع المؤلف : " إن الشركات المنتجة للحليب الاصطناعي تتنافس فيما بينها عن طريق ممثلين يمارسون الدعاية لهذه المنتجات بشتى الوسائل " .
ويحذر المؤلف هذه الشركات المنتجة للحليب الاصطناعي بأن العالم سيصحو عاجلا أم آجلا ويعود إلى لبن الأم . وأن على هذه الشركات ألا تتوقع ازديادا من مبيعاتها من الحليب الاصطناعي .
وتقول الأستاذة ( لورنس ) : " على الرغم من أن العلوم الطبية قد خطت خطوات عظيمة في مجال التغذية إلا أنها لم تستطع أن تقلد إلا جزءا بسيطا من لبن الأم . فهناك أكثر من مئة أنزيم ( خميرة ) في لبن الأم ، كلها غير موجودة في الحليب الاصطناعي .
إن لبن الأم يحتوي على حماية مناعية خاصة ، وحماية ضد الإنتان غير متوفرة في أي نوع آخر من الغذاء " .
وتختم هذه الأستاذة مقالها بالقول : " ليس هناك على وجه الأرض محلول بيولوجي يستطيع أن يغني تماما عن لبن الأم ، ويقوم بتأمين الخلايا الحية والإنزيمات الفعالة ، والحماية المناعية ضد الالتهابات ، والفوائد النفسية " .
وجاء في كتاب ( لبن الأم هو الأفضل – Breast is best - ) للدكتور ستانوي :
" مما لا شك فيه أن سرطان الثدي – وهو أكثر السرطانات شيوعا عند النساء – قد أصبح أكثر شيوعا خلال القرنين السابقين ، ويقدر العلماء أن امرأة من أصل عشرين امرأة في الغرب تموت بسرطان الثدي ، وأن واحدة من أصل أربعة نساء تشكو من مرض من أمراض الثدي في وقت من الأوقات هناك "
فلم هذه الكثرة ، ولماذا تتعرف أثداء النساء لهذه الأمراض ؟ يقول الدكتور ستانوي مجيبا :
" من المحتمل كثيرا أن النساء يعاملن الثدي معاملة غير طبيعية ويخالفن الوظيفة الطبيعية للثدي ، ألا وهي الرضاعة . فإن النساء – يحرمن أثداءهن من وظيفتها الرئيسة ( وهي الرضاعة ) – إنما يدفعن ثمنا باهظا بالأمراض التي يكسبنها من وراء ذلك . وأن الإرضاع الطبيعي هو أهم وسيلة لتنظيم النسل حول العالم كله ، حيث ينقطع الطمث عند معظم النساء اللواتي يرضعن أطفالهن . ومن المعروف أن لسرطان الرحم علاقة وثيقة بسرطان الثدي . وربما كانت دورات الطمث التي تراها المرأة في حياتها ( وتبلغ 450 دورة ) تلعب دورا يؤثر في الرحم . ففي كل شهر يتعرض الثديان والرحم والمبايض لتغيرات فيزيولوجية وتشريحية .. وتكون هذه الأجهزة جاهزة لحدوث تلقيح للبيضة وتشكل الجنين .
ولكن في حياتنا العصرية .. فإن بيضة واحدة أو اثنتين تلقح فقط ( حيث تنجب المرأة ولدا أو اثنين ) خلال كل فترة العمر التي ترى فيها المرأة 450 دورة طمثية . أما الدورات الطمثية الأخرى فتهدر سدى .. وتشعر تغييرات الجسم بالخيبة والمرارة سنة بعد سنة حينما لا تحمل المرأة في عمرها سوى مرة أو مرتين . وربما كان هذا سببا لانتشار أمراض الجهاز التناسلي " .
هذا ما قاله الدكتور ( ستانوي ) في كتابه . وهو بهذا يشير إلى نساء العصر الحديث – حينما يحرصن على ألا ينجبن أكثر من طفل أو طفلين – إنما يعرضن أعضاءهم التناسلية لتلك الأمراض .
ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تزوجوا الودود الولود ، فإني مكاثر بكم " رواه أبو داوود والنسائي صحيح الجامع الصغير 2940
ويقول الدكتور ستانوي أيضا : " إن سرطان الثدي والرحم شائعان جدا ، فإن امرأة من أصل كل خمسة نساء تنتهي باستئصال رحمها في وقت من الأوقات . وإن على المرأة أن تبدأ بالحمل خلال سنوات قليلة بعد سن البلوغ ، فقد تبين أن إنجاب المرأة لأول طفل من أطفالها في سن مبكرة تحت العشرين هو أحد أهم وسائل الوقاية من سرطان الثدي . وأن الجهاز التناسلي عند المرأة يبقى لفترة 12 – 15 سنة ( حتى تبلغ المرأة سن الطمث غير قادر على إنجاب أول طفل . وإننا إذا ما قررنا الاستمرار في منع هذا الجهاز من الإنجاب ، فإننا سوف نعرض نساءنا لمشكلات كثيرة ) " .
وأما فيما يتعلق بمدة الإرضاع فيقول الدكتور ستانوي : " قد يكفي الرضيع من الناحية الغذائية أن يرضع لمدة ثمانية أشهر في المجتمع الغربي . إلا أنه من حيث الفائدة للأم ، فإن هناك كل الأسباب التي تدعو الأم لأن تستمر في الرضاع المديد حتى ولو بلغ الطفل سنا يستطيع فيه تناول معظم غذائه من الأطعمة الأخرى . فالتمريض المتكرر لحلمة الثدي يحرض الهرمونات عند الأم لتمنع نزول البيضة من المبيض إلى الرحم عند الأم لعدة شهور.
وفي هذا فإن الرضاع لا يعمل مانعا طبيعيا للحمل فسحب ، بل إنه يمنع التغيرات الحاصلة شهريا في فترة الطمث .. مما يريح الجهاز التناسلي من هذا العناء " .
ألم تقض حكمة الله تعالى بأن تكون مدة الرضاعة عامين اثنين .. ينال فيها الرضيع حظه من الغذاء والمناعة الطبيعية والحنان .. وترتاح خلال تلك المدة أعضاء المرأة من رحم ومبايض…!!
يقول الشهيد سيد قطب ( في ظلال القرآن ) : " والله يفرض للمولود على أمه أن ترضعه حولين كاملين ، لأنه سبحانه يعلم أن هذه الفترة هي المثلي من جميع الوجوه الصحية والنفسية للطفل ( لمن أراد أن يتم الرضاعة ) ، وتثبت البحوث الصحية والنفسية اليوم أن فترة عامين ضرورية لنمو الطفل نموا سليما من الوجهة الصحية والنفسية
ولكن نعمة الله تعالى على الجماعة الإسلامية لم تنتظر بهم حتى يعلموا هذا من تجاربهم ، فالرصيد الإنساني من ذخيرة الطفولة لم يكن ليترك يأكله الجهل كل هذا الأمد الطويل ، والله رحيم بعباده وخاصة هؤلاء الأطفال الصغار المحتاجين للعطف والرعاية .
وتختم هذه الأستاذة مقالها بالقول : " ليس هناك على وجه الأرض محلول بيولوجي يستطيع أن يغني تماما عن لبن الأم ، ويقوم بتأمين الخلايا الحية والإنزيمات الفعالة ، والحماية المناعية ضد الالتهابات ، والفوائد النفسية " .
وجاء في كتاب ( لبن الأم هو الأفضل – Breast is best - ) للدكتور ستانوي :
" مما لا شك فيه أن سرطان الثدي – وهو أكثر السرطانات شيوعا عند النساء – قد أصبح أكثر شيوعا خلال القرنين السابقين ، ويقدر العلماء أن امرأة من أصل عشرين امرأة في الغرب تموت بسرطان الثدي ، وأن واحدة من أصل أربعة نساء تشكو من مرض من أمراض الثدي في وقت من الأوقات هناك "
فلم هذه الكثرة ، ولماذا تتعرف أثداء النساء لهذه الأمراض ؟ يقول الدكتور ستانوي مجيبا :
" من المحتمل كثيرا أن النساء يعاملن الثدي معاملة غير طبيعية ويخالفن الوظيفة الطبيعية للثدي ، ألا وهي الرضاعة . فإن النساء – يحرمن أثداءهن من وظيفتها الرئيسة ( وهي الرضاعة ) – إنما يدفعن ثمنا باهظا بالأمراض التي يكسبنها من وراء ذلك . وأن الإرضاع الطبيعي هو أهم وسيلة لتنظيم النسل حول العالم كله ، حيث ينقطع الطمث عند معظم النساء اللواتي يرضعن أطفالهن . ومن المعروف أن لسرطان الرحم علاقة وثيقة بسرطان الثدي . وربما كانت دورات الطمث التي تراها المرأة في حياتها ( وتبلغ 450 دورة ) تلعب دورا يؤثر في الرحم . ففي كل شهر يتعرض الثديان والرحم والمبايض لتغيرات فيزيولوجية وتشريحية .. وتكون هذه الأجهزة جاهزة لحدوث تلقيح للبيضة وتشكل الجنين .
ولكن في حياتنا العصرية .. فإن بيضة واحدة أو اثنتين تلقح فقط ( حيث تنجب المرأة ولدا أو اثنين ) خلال كل فترة العمر التي ترى فيها المرأة 450 دورة طمثية . أما الدورات الطمثية الأخرى فتهدر سدى .. وتشعر تغييرات الجسم بالخيبة والمرارة سنة بعد سنة حينما لا تحمل المرأة في عمرها سوى مرة أو مرتين . وربما كان هذا سببا لانتشار أمراض الجهاز التناسلي " .
هذا ما قاله الدكتور ( ستانوي ) في كتابه . وهو بهذا يشير إلى نساء العصر الحديث – حينما يحرصن على ألا ينجبن أكثر من طفل أو طفلين – إنما يعرضن أعضاءهم التناسلية لتلك الأمراض .
ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تزوجوا الودود الولود ، فإني مكاثر بكم " رواه أبو داوود والنسائي صحيح الجامع الصغير 2940
ويقول الدكتور ستانوي أيضا : " إن سرطان الثدي والرحم شائعان جدا ، فإن امرأة من أصل كل خمسة نساء تنتهي باستئصال رحمها في وقت من الأوقات . وإن على المرأة أن تبدأ بالحمل خلال سنوات قليلة بعد سن البلوغ ، فقد تبين أن إنجاب المرأة لأول طفل من أطفالها في سن مبكرة تحت العشرين هو أحد أهم وسائل الوقاية من سرطان الثدي . وأن الجهاز التناسلي عند المرأة يبقى لفترة 12 – 15 سنة ( حتى تبلغ المرأة سن الطمث غير قادر على إنجاب أول طفل . وإننا إذا ما قررنا الاستمرار في منع هذا الجهاز من الإنجاب ، فإننا سوف نعرض نساءنا لمشكلات كثيرة ) " .
وأما فيما يتعلق بمدة الإرضاع فيقول الدكتور ستانوي : " قد يكفي الرضيع من الناحية الغذائية أن يرضع لمدة ثمانية أشهر في المجتمع الغربي . إلا أنه من حيث الفائدة للأم ، فإن هناك كل الأسباب التي تدعو الأم لأن تستمر في الرضاع المديد حتى ولو بلغ الطفل سنا يستطيع فيه تناول معظم غذائه من الأطعمة الأخرى . فالتمريض المتكرر لحلمة الثدي يحرض الهرمونات عند الأم لتمنع نزول البيضة من المبيض إلى الرحم عند الأم لعدة شهور.
وفي هذا فإن الرضاع لا يعمل مانعا طبيعيا للحمل فسحب ، بل إنه يمنع التغيرات الحاصلة شهريا في فترة الطمث .. مما يريح الجهاز التناسلي من هذا العناء " .
ألم تقض حكمة الله تعالى بأن تكون مدة الرضاعة عامين اثنين .. ينال فيها الرضيع حظه من الغذاء والمناعة الطبيعية والحنان .. وترتاح خلال تلك المدة أعضاء المرأة من رحم ومبايض…!!
يقول الشهيد سيد قطب ( في ظلال القرآن ) : " والله يفرض للمولود على أمه أن ترضعه حولين كاملين ، لأنه سبحانه يعلم أن هذه الفترة هي المثلي من جميع الوجوه الصحية والنفسية للطفل ( لمن أراد أن يتم الرضاعة ) ، وتثبت البحوث الصحية والنفسية اليوم أن فترة عامين ضرورية لنمو الطفل نموا سليما من الوجهة الصحية والنفسية
هناك حالات كثيرة تهرب فيها الوالدة من إرضاع طفلها من الثدي.
إنها ترفض الرضاعة الطبيعية .. وتتجه إلى الرضاعة الصناعية .. حيث تستخدم أحد أنواع الألبان المجففة ..
ما هو الفرض بين الرضاعة الطبيعية من ثدي الأم .. وبين الرضاعة الصناعية بالألبان المجففة ؟.
الواقع أن المولود الذي يوضع تحت رعاية دقيقة .. ويتبع نظام مدروس لتغذيته بالألبان الصناعية أو ألبان الحيوان .. أو خليط منهما ..
مثل هذا الطفل يمكن أن ينمو بطريقة طبيعية بل وأن تكون صحته جيدة أيضاً ..
ولكن هل معنى ذلك أن تمتنع الأمهات عن إرضاع أطفالهن من الثدي؟.
الرد .. لا ..
فالرضاعة الطبيعية لها فوائد .. وعندما تقدم لكل أم المزايا التي تعود عليها وعلى مولودها من الرضاعة الطبيعية .. ستجد إنها يجب أن تحرص على إرضاع طفلها من ثديها ..
لماذا تكون الرضاعة الطبيعية أفيد .. وأحسن؟!
أن أول وأهم فائدة تعود على الطفل من الرضاعة الطبيعية هي أن هذا النوع من الرضاعة أكثر حماية للطفل.
فالطفل خلال الستة شهور الأولى من عمره تكون مقاومته لعدوى الأمراض: أقل.
وتزداد قابلية الطفل للعدوى خلال الفترة القصيرة التي تلي ولادته.
فبكل بساطة يمكن أن يصاب في هذه المرحلة من عمره بنزلات البرد .. واضطرابات التبرز ..
أخطر من ذلك .. أن الإصابة بهذه الحالات تكون أشد عند الأطفال ..
فالشخص الكبير يصاب بنزلة برد ولكن من النادر .. أن تحدث مضاعفات بعد الإصابة بالمرض.
أما في الطفل الصغير .. فإن احتمال .. حدوث هذه المضاعفات يكون أكبر ..
وقد أكدت الدراسات الطبية أن الطفل الذي يعتمد أساساً على الرضاعة من ثدي الأم يكون احتمال مرضه أقل بالأمراض المعدية مثل نزلات البرد .. والكحة .. والإسهال. أما إذا كان الطفل يعتمد على الرضاعة الصناعية فإن احتمال إصابته بهذه الحالات يكون أكبر.
بل وأكدت الإحصائيات أن الرضاعة الطبيعية خلال الستة شهور الأولى من عمر الطفل تضمن له صحة جيدة خلال الستة أشهر التالية.
ولعل أخطر الأمراض التي يمكن أن تصيب الطفل الصغير هي الاضطرابات المعوية التي تتمثل في الإسهال القيء ..
والسبب الرئيسي لحدوث هذه الحالة هو التلوث الذي يصيب غذاء الطفل. وهذا التلوث قد يكون في اللبن الصناعي .. أو زجاجة الرضاعة نفسها ..
فخلال تحضير الرضعة قد يؤدي بعض الإهمال إلى حدوث التلوث الذي قد ينتهي: بالإسهال .. أو القيء .. أو الإثنين معاً.
وهذه الحالة لا تصيب الطفل الذي يرضع من ثدي أمه ..
فالغذاء هنا (لبن الثدي) .. معقم .. ومغذي وطازج دائماً .. !!
هناك أيضاً حالة أخرى لها مشاكلها: هي الأكزيما ..
صحيح إنه من النادر أن تصيب الطفل المولود، ولكن عندما تحدث الإصابة بها فإنها تعذب الأم قبل المولود الذي يصبح عملية تغذيته شيئاً صعباً.
وهذه الحالة ترتبط بالتغذية الصناعية من زجاجة الرضاعة.
وأخيراً .. فإن إجراءات الرضاعة الطبيعية أسهل بالنسبة للأم من الرضاعة الصناعية، فالأم في حالة الرضاعة الطبيعية ليست في حاجة إلى تعقيم زجاجات .. وحلمات .. وليست في حاجة إلى إجراءات خلط الألبان وغلي الماء .. ثم تبردي كل ذلك إلى الدرجة التي تناسب الطفل ..
ويمكن تصور مدى الإزعاج الذي تسببه تحضير الرضعة الصناعية إذا كانت الأسرة على سفر .. أو في زيارة ..
ولكن من الضروري أن نذكر هنا رأي علماء النفس في عملية الرضاعة الطبيعية:
إن علماء النفس يؤكدون أن للرضاعة الطبيعية فائدة نفسية واضحة لكل من الأم .. والمولود. وقد تكون فائدتها بالنسبة للمولود: أكبر!
إنهم يعتقدون أن الرضاعة الطبيعية تزيد من قوة الارتباط بين الأم والمولود.
إنها تحس بمدى اعتماد وارتباط المولود بها. وهذا يزيد من تعلقها به .. !
والحقيقة الهامة التي يجب أن تتذكرها أي أم دائماً هي أن لبن الثدي لا يمكن أن يسبب أي سوء هضم عند الطفل .. فهو في كل الأحوال يناسبه تماماً ..
وفي نفس الوقت لا يجب أن تظن الأم أن الرضاعة ترهقها ..
ومن الخطأ أن ننصح الأم المرهقة بالتوقف عن الرضاعة كوسيلة للراحة ..
فالذي يحدث عند تطبيق هذه النصيحة هو: العكس. فالتوقف عن الرضاعة معناه مزيد من الجهد من أجل إطعام وإشباع الطفل المولود.
فإعداد الرضعة الصناعية للطفل يحتاج إلى جهد ووقت أكبر بكثير من وضعه على الصدر ليرضع من الثدي!!
ولا يجب أن تظن الأم أن امتصاص اللبن من ثديها يضعف صحتها ..
فهذا غير صحيح .. فما دامت تأكل الطعام الكافي وتراعي صحتها بشكل طبيعي فلا خوف إطلاقاً عليها من الرضاعة مهما كانت كمية اللبن التي يمتصها المولود من الثدي ..
هل من الضروري أن أرضع طفلي طبيعيًّا؟ وهل حليبي هذا أفيد لرضيعي من الحليب الاصطناعي الموجود في الصيدليات؟ وإذا أحببت أن أرضع، فهل هناك وضع معين؟ وماذا يجب عليّ أن أعمل حتى أحافظ على كمية كافية من الحليب؟
قبل أن أحاول الرد على تساؤلاتك، أود أن أذكرك أن الإرضاع وقبل أن نبحث في فوائده وميزاته هو وظيفة طبيعية، بل غريزة فطرية عند كل أم، كانت تؤديها برضى وطواعية وأريحية منذ أن خلق الله سبحانه الوجود، وبعث أبونا آدم -عليه السلام- وأمنا حواء، إلى أن ظهرت هذه الأصناف التجارية من الحليب الاصطناعي، وذلك بعد الحرب العالمية الثانية، وتفجّر الثورة الصناعية في الغرب، حيث أجبرت المرأة أن تنزل إلى العمل، وتقف أمام الآلة لساعات طوال، فمن أين لها بعد ذلك أن تستطيع إرضاع طفلها عند عودتها إلى منزلها، وقد تعب جسمها وأرهقت أعصابها، فكان هذا الحليب هو البديل في إرضاع وليدها.
تخطئين كثيرًا حين تتخلين عن إرضاع طفلك طواعية، ودون أي سبب يمنعك من ذلك، وتقررين أن تعطيه من هذه الأصناف المختلفة من الحليب الصناعي، ومهما يكن قرارك فأحب أن أذكرك بالفوائد الكثيرة لحليبك لك ولوليدك:
بالنسبة لك:
- يحميك الإرضاع من كثير من الالتهابات الرحمية بعد الولادة.
- يجنبك خسارة الدم الزائدة المرافقة للولادة، حيث يساعد الإرضاع في توقف النزيف الناجم عن الولادة.
- يساهم في عودة الرحم إلى حجمه الطبيعي ومكانه الطبيعي بسرعة بعد الولادة.
- يمنع حصول الحمل عندك بنسبة تزيد على (98%)، دون تناول مانعات الحمل.
- ودراسات كثيرة أكَّدت أن الإرضاع يقي من حدوث سرطان الثدي، وكذلك سرطان الرحم عند الأم المرضع.
أما بالنسبة لوليدك:
فإن حليبك يحميه من الإصابة بالالتهابات الجرثومية، وذلك بما يحويه من عوامل مناعية، ويحميه أيضًا من الإصابة بالحساسية الغذائية؛ وذلك نتيجة لخلوه من البروتين المسبب لهذا النوع من الحساسية والموجود عادة في الحليب المصنع والمستخرج من حليب الأبقار، ودراسات عديدة بينت أن حليبك يمنع نقص الكلس في دم وليدك، فيساعده على بناء عظام متينة، ولا أنسى أن أذكرك بأن الطفل الرضيع من حليب أمه قليل الإصابة بالسمنة ونادر التعرض للاضطرابات النفسية، وأن نمو فكيه وأسنانه يكون سويًّا خاليًّا من التشوهات.
وهناك أيضًا فوائد نفسية روحية للإرضاع: فهو يساهم في بناء نفس سوية سليمة ومطمئنة عند وليدك، ويقوي الصلات الروحية والوشائج العاطفية بينك وبينه، ويشعرك بأنوثتك وبوجودك كأم تؤدين دورك الطبيعي والفطري في هذه الحياة.
لكن هذه المعاني النفسية والروحية لا تتحقق إلا بشرطين، أن تكون عندك الرغبة الذاتية بالإرضاع، وأن تكوني أثناء الرضعة حاضرة القلب، هادئة النفس، غير شاردة ولا متوترة.
وهناك أيضًا فوائد عملية للرضاعة من الثدي: فالحليب دومًا جاهز، دائمًا بحرارة ثابتة وملائمة، طاهر ومعقم، سهل الهضم، أسهل عليك أثناء السفر والترحال، اقتصادي في المال والوقت.
لا بد أن تعلمي أنه ليس هناك وضعية مثالية للإرضاع، فأرضعيه جالسة أو مضطجعة، بشرط وحيد هو أن تكوني أنت وهو في وضع مريح. أما عدد الرضعات فلا عدد لها، وتكون بحسب طلبه، خاصة خلال الشهر الأول من عمره، فيعطى الثدي عند بكائه.
ولكن للتقريب أذكرك بأن الطفل وفي شهره الأول عادة يرضع كل ثلاث ساعات تقريبًا، ثم بعد ذلك يباعد بين الرضعات شيئًا فشيئًا. أما بالنسبة لمدة كل رضعة، فهي غالبًا تدوم حوالي (15) دقيقة قد تطول أحيانًا إلى (20) دقيقة، وهنا أذكرك بأمرين هامين:
الأول: في كل رضعة، يجب إعطاؤه كلا الثديين، ولكن لا تعطيه الثدي الثاني قبل أن يفرغ الثدي الأول تمامًا، حيث إن هناك مواد دسمة موجودة في نهاية الرضعة إن لم يفرغ الرضيع الثدي تمامًا، فلن يستفيد منها، وبالتالي يشعر باستمرار بحس الجوع، وكثيرًا ما تقول الأمهات خطأ أن حليبهن غير كافٍ، فإما أن يعطين حليبًا اصطناعيًّا مع حليبهن، أو أن يوقفن الرضاعة الطبيعية ويستعضن عنها بالحليب الصناعي، وهذا مؤسف.
والثاني: هو أن تناوبي بين الثديين، فإن أعطيته في هذه الرضعة الثدي الأيمن وأنهيتها بالأيسر، ففي الرضعة المقبلة، تبدئين بالأيسر وتنهين بالأيمن.
ويجب أن تعلمي أختنا أن نجاح الإرضاع يعتمد على توفر الشروط الأربعة التالية:
الأول: أن تتخذي قرار الإرضاع أثناء الحمل، وذلك عن معرفة واقتناع بأنك سوف ترضعين طفلك، وهذا هو العامل الأساسي في نجاح عملية الإرضاع، أما أن يصل الحمل إلى نهايته وأنت ما زال قرارك غير واضح بهذا الشأن، فاعلمي أن الإرضاع وإن بدأته بعد الولادة، فلن يستمر في غالب الأحيان.
الثاني: التحضير الجيد للثديين قبل الولادة، وخاصة خلال الشهرين الأخيرين، وذلك بالعناية بنظافتهما، واستعمال حمالة ثدي غير ضيقة ومن نسيج قطني ناعم وطري، وكذلك بإجراء التدليك الطيف والخفيف للثديين والحلمتين؛ لإخراج بضع قطرات من الحليب (اللبن)، وهو ما يساعد على فتح الأقنية الحليبية وتحضيرها لعملية الإرضاع.
الثالث: الرضعة الأولى يجب أن تكون مبكرة: وقبل مضي (3) ساعات من حياة الوليد، حيث إن هذه الرضعة المبكرة تساعد على إفراز الحليب وإفراغه.
الرابع: أن تكون تغذيتك متوازنة أثناء فترة الحمل وكذلك الإرضاع: فالوجبات يجب أن تكون منتظمة المواعيد، تحوي كمية كبيرة من الحليب والماء وقليلاً من العصائر، وغنية بالخضار، والفواكه، واللحوم البيضاء كالدجاج والسمك.
أما عن الفطام وهو التوقف النهائي عن الإرضاع، فلا بد فيه مراعاة الأمرين التاليين:
الأول: ألا يحدث قبل الشهر السادس من عمر الوليد: فلا ينال الوليد كمية كافية من العوامل المناعية، إلا بإرضاعه على أقل تقدير مدة (6) أشهر.
والثاني: هو ألا يحدث الفطام فجأة: ولذلك يجب أن يحدث الفطام تدريجيًّا، وذلك بالبدء بتنويع غذاء الرضيع منذ الشهر السادس وذلك بإدخال الفواكه، وفي الشهر السابع تدخل الخضار، وفي الشهر الثامن اللحوم البيضاء وصفار البيض، وفي الشهر التاسع من الممكن إدخال أي نوع من الأطعمة دون استثناء، ما عدا بياض البيض الذي يجب أن يؤخر إلى ما بعد السنة الأولى؛ بسبب ما يمكن أن يحدثه من حساسية غذائية.
خلال هذه الفترة يتم العمل على إنقاص الرضعات إلى رضعتين واحدة في الصباح والأخرى في المساء، ثم إن حدث الفطام بعد الشهر التاسع فلا بأس، مع أنه يفضل الاستمرار بإعطاء رضعة إلى اثنتين حتى نهاية السنة الثانية كما ورد في القرآن الكريم، وصرَّح به الكثير من أساتذة التغذية في الغرب.
والنصيحة الأخيرة: لا تتناولي أي دواء وأنت مرضع إلا بعد استشارة الطبيب، فكثير من الأدوية تمر عبر حليبك إلى وليدك وتؤذي أعضاءه وأجهزته.
وأخيرًا أرضعيه.. أرضعيه ولو بماء عينيك.
الرضاعة الطبيعية:
- إذا كان هناك مشكلتان تتعلقان بالرضاعة الطبيعية مثل المغص ... إلا أنهما مشاكل يمكن التغلب عليها بمنتهى السهولة، كما أنها لا ترقى إلى درجة الاضطرابات المرضية.
إذن فما هي فوائد الرضاعة الطبيعية في مقابل مساوئ الرضاعة بالببرونة أو اللبن الصناعي؟
* فوائد الرضاعة الطبيعية:
1- لبن الثدي هو الذي يحتوى فقط على:
- خلايا دم بيضاء تحمى من الإصابة بالبكتريا والفيروسات.
- خلايا دم بيضاء تحمى من الإصابة بالحساسية.
- أحماض أمينية تحفز نمو خلايا المخ.
- يحمى من التعرض لعدوى الجهاز التنفسي والهضمي.
- يحمى من الإصابة بالحساسية.
- سلسلة من الأحماض الدهنية تساعد على النمو. الطبيعي للجهاز العصبي والسمعي.
2- الأطفال التي تتغذى على لبن الثدي هي التي فقط أقل عرضة للإصابة:
- بأمراض الجهاز التنفسي.
- بعدوى الأذن.
- بأمراض الجهاز الهضمي والإسهال.
- بعرض موت الطفل المفاجئ.
- بأنواع الحساسية المختلفة.
- بالبكتريا المسببة للحمى الشوكية.
- بالسرطان في مرحلة الطفولة.
- بالسكر في سن مبكرة.
- بقرحة القولون.
- بداء كرون.
- بأمراض القلب عند التقدم في العمر.
- وزيارات أقل لطبيب الأطفال.
3- والأطفال التي تغذت على لبن الثدي سجلت أعلى معدلات فى:
1- الاستجابات العصبية.
2- القدرات العقلية.
3- معامل الذكاء (IQ).
4- أما الأمهات التي تغذت على لبن الثدي ثبت فعلياً أنها:
- أقل عرضة للإصابة بسرطان المبايض.
- أقل عرضة للإصابة بسرطان الثدي بعد انقطاع الطمث.
- أقل عرضة للإصابة بهشاشة العظام.
- كما أن لبن الثدي:
- يقلل من فقد الدم بعد الولادة لعودة الرحم إلى حجمه الطبيعي بسرعة.
- يقوى الرابطة والاتصال الروحي بين الأم وطفلها.
- يوفر النقود وعناء شراء الألبان الصناعية.
- يحافظ على الوزن ورشاقة الأم.
- يعطى إحساس بالرضاء النفسي.
- وإذا ولد الطفل قبل ميعاده أي قبل أن يكمل 37 أسبوعاً يعتبر طفل مبتسر (غير كامل النمو) فنجد أن لبن الأم مفيد له بدرجة كبيرة فيقدم له:
- الحماية من العدوى.
- حماية العين من الإصابات المختلفة.
- استقرار التنفس بشكل أفضل أثناء الرضاعة.
- زيادة الذكاء.
- فرص أقل لحساسية اللثة.
- فتح الشهية.